بروفايل|”أبوالعزائم” صوفي يسير نحو العالمية

الصوفية اليوم


تخرج في كلية العلوم في عام عصفت فيه الرياح ببلده مصر والتحق بعدها بالهيئة المصرية للبترول، وتدرج في مناصبها حتى أصبح مديرا لمركز المعلومات الجيولوجية، لكن في عام 1994 تحول مسار حياته، فتوفى شقيقه الأكبر عز الدين، فأصبح بموجب بيعة أبناء الطريقة وقرار المشيخة العامة للصوفية شيخا للطريقة العزمية الصوفية.

يعتبر عام 1994 تحولاً في حياة الجيولوجي علاء أبو العزائم، ليصبح من وقتها شيخ الطريقة العزمية، وإمام جماعة آل العزائم بمصر والعالم الإسلامي، ليواصل مسيرة جده الإمام محمد ماضي أبو العزائم، وأبيه الشيخ أحمد، وشقيقه عز الدين، ثم أسندت إليه مهام رئاسة مجلس إدارة مجلة الإسلام وطن، وهي كما يسميها مريدوه “لسان حال الطريقة العزمية”، ومن وقتها بدأت المناصب والتوصيفات تلتصق به واحدة تلو الأخرى.

 

بدأ أبو العزائم في محاولة بناء الطريقة العزمية بشكل جديد يواكب العصر، ويحقق أفضل النتائج المرجوة من انتشار طريقة جده، فبدأ بتأسيس مجلس أعلى للطريقة، صلاحياته توازي صلاحيات البرلمانات في النظم الديمقراطية، ومن حقه مساءلة الشيخ، وهو نهج لم تعرفه الصوفية من قبل، بالإضافة إلى تشكيل مجلس شورى لشيخ الطريقة، يشاورهم في القرارات المصيرية للطريقة.

أبو العزائم رأى أن ينفذ وصايا جده بأن “الإسلام وطن والمسلمين جميعا أهله”، فبدأ بالتحرك على الصعيد الإقليمي، للدخول في تكتلات صوفية، فانطلق لحضور ملتقى التصوف العالمي الأول بليبيا عام 1995 تحت رعاية الزعيم الليبي معمر القذافى، واختير وقتها عضوا بالقيادة الشعبية الإسلامية العالمية.

وفى نفس العام توجه إلى الصومال وقبرص، وفي العام التالي زار أذربيجان، ثم حضر مؤتمر جماعة أمة الإسلام بالولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من زعيمها لويس فرقان 1997م، وتعددت زيارته لأمريكا وكندا من وقتها.

ولأنه أصبح عضوا بالقيادة الشعبية، حضر مؤتمرات في سيرلانكا، ونيجيريا، وتشاد، ومالي، وليبيا، وإندوينسيا، وغيرها من البلدان، واتهم بأنه يتلقى تمويلات من القذافي ومن أمريكا لنشر فكر بعينه في مصر، فكان رده “لو كنت أتلقى الأموال من القذافى وأمريكا، فأنا أخطر رجل في العالم لأني بذلك أتعامل مع دول بينها عداوة شديدة”.

في 2001 قرر أبو العزائم خوض انتخابات المجلس الأعلى للطرق الصوفية بمصر، وفاز بها لعدة دورات، ونظم العديد من المؤتمرات تحت رعاية شيخ المشايخ وقتها حسن الشناوى بعنوان “تفعيل الدور الصوفي في أمن واستقرار المجتمعات” في محافظات مصر المختلفة.

وبدأ في استقطاب علماء الأزهر إلى مقرات الطرق الصوفية لنشر الوعي وتثقيف المشايخ والمريدين، وأقام عدة مؤتمرات لتطوير التصوف والدفاع عنه، وقلب الموالد إلى مؤتمرات علمية، أقام بعضها على المسارح، واستحسن مشايخ الطرق الصوفية منه ذلك، واختير عضوا بمكتب التصوف الإسلامى العالمى.

بعد تأسيس الهيئة العالمية لأهل البيت، بدأ أبو العزائم في استحداث موالد جديدة، بعضها كان جديدا على الساحة المصرية مثل مولد السيدة فاطمة الزهراء، والإمام علي بن أبي طالب، وولده الإمام الحسن، وبعضها كان جديدا على الأمة الإسلامية بأسرها مثل مولد السيدة آمنة بنت وهب والدة النبي، وهو يعد أول من احتفل بها في التاريخ، ووقتها هاجمه السلفيون بشدة لاعتبارها ليس بمؤمنة عند المذهب السلفي، لكنه ضرب باتهاماتهم عرض الحائط واستمر في الاحتفال.

كما دشن جائزة “أبو العزائم السنوية” لتكريم رجال الدين والفكر والثقافة، كما عهد بمجلته إلى اختيار رجل العام، وكان من ضمن المكرمين المهندس نجيب ساويرس، وأصدرت لجنة البحوث والدراسات التى أسسها بطريقته الصوفية ما يزيد عن 50 كتابا ضد الفكر السلفي والوهابي والإخوانى، واعتبر أنهم خوارج العصر، وعليه أن يواجههم كما واجههم جده الأكبر علي بن أبي طالب، فأبو العزائم عضو بنقابة الأشراف المصرية، وهم ذرية النبي من نسل علي وفاطمة الزهراء ابنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

في أغسطس 2009 اختير عضوا باليونسكو، بترشيح من اللجنة المصرية الوطنية لليونيسكو، التابعة لوزارة التعليم العالي.

تدشين الإتحاد العالمي للصوفية

بعد سقوط حكم الإخوان بـ5 أشهر، تحرك أبو العزائم إلى فرنسا يرافقه عدد من مشايخ الطرق الصوفية، وقام بإعلان الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، وانتخب رئيسا له، في محاولة منه لجمع 600 مليون صوفي في العالم تحت مظلته، كخطوة أولى في تفكير أبو العزائم الذى يرى ضرورة توحد الإنسانية كلها تحت مظلة واحدة، لنشر الأمن والاستقرار فى الأرض.

وأصبح أبو العزائم أحد المتحدثين بإسم الصوفية، وكان آخر تمثيلاته المشاركة باسم الصوفية في البرلمان الفرنسي أمس أول، الثلاثاء، وطالب الدول الغربية بمساعدته فى نشر التصوف، لأنه الحل الوحيد للقضاء على الإرهاب في العالم، وتلقت دعوته قبولا عند الصوفية وبعض علماء الأزهر، وبعض القيادات المسيحية في مصر.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *