نظّمت الطريقة القادرية البودشيشية، مساء يوم السبت، بمشاركة آلاف المريدين، ليلة روحية صوفية مميزة بمقر الزاوية الأم بمدينة مداغ بإقليم بركان بالمغرب ، تخليدًا للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، واستحضارًا للنصر الدبلوماسي الذي حققته المملكة المغربية في ملف الصحراء المغربية عقب القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي أكد مجددًا على وجاهة المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحلٍّ واقعي وذي مصداقية.
وقد ترأس هذا اللقاء الروحي الدكتور منير القادري بودشيش، شيخ القادرية البودشيشية مدير الملتقى العالمي للتصوف ورئيس المركز الأورو-متوسطي لدراسة الإسلام اليوم، بحضور عدد من المريدين والمريدات، وشخصيات دينية وأكاديمية وإعلامية، إلى جانب ممثلين عن هيئات المجتمع المدني.
ليلة للذكر والروحانية والوطنية
استُهلّت الأمسية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها وصلات من المديح والسماع الصوفي التي تميز بها مسمعو الزاوية القادرية البودشيشية، حيث صدحت الأصوات بأناشيد تعبّر عن حب الوطن والولاء للعرش العلوي المجيد، وتستحضر روح المسيرة الخضراء التي جسدت أسمى معاني الوحدة الوطنية والتلاحم بين العرش والشعب.
وفي كلمة توجيهية ألقاها الدكتور منير القادري بودشيش، أبرز الأبعاد الروحية والوطنية لهذا الاحتفال، مؤكدًا أن الطريقة القادرية البودشيشية، شأنها شأن كل الزوايا المغربية الأصيلة، تجعل من حب الوطن جزءًا من الإيمان، وتسهم عبر إشعاعها الروحي في تعزيز قيم السلم، والتسامح، والتماسك الاجتماعي.
وأشار “القادري” إلى أن الاحتفال هذا العام يكتسي رمزية خاصة، إذ يتزامن مع تتويج الجهود الدبلوماسية المغربية باعتراف متزايد بعدالة قضية الصحراء المغربية، ما يعكس حكمة القيادة الملكية الرشيدة وبعد نظرها في الدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى.
البعد الديني والدبلوماسي للقضية
وخلال الليلة، أُبرزت كذلك المكانة التي تحتلها الزوايا الصوفية في ترسيخ القيم الوطنية والدينية، ودورها في دعم الجهود الدبلوماسية للمغرب عبر نشر صورة الإسلام الوسطي المعتدل، مما يعزز إشعاع المملكة إقليميًا ودوليًا.
واختُتمت الليلة بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وللوحدة الترابية للمملكة المغربية، سائلين الله أن يديم الأمن والاستقرار والرخاء على البلاد.




